الادراك
الادراك ليس سوى ردة فعل تجاه عدد من المؤثرات الخارجية، وليس سوى المعرفة التي نحصل عليها بفعل مؤثر خارجي مباشر مبني على مدى أحاسيسنا و انفعالاتها بواسطة الأشياء الموجودة حولنا، وانزالها في المكان اللائق بها، فالإدراك يعطينا الدليل على الانسجام الحاصل بين الانسان والبيئة التي يعيش فيها.
إن طريقة النمو التدريجي الخاص هو مرحلة الفكر والتكوين المجمل، وكل تداخل وتنسيق متزايد عن طريق الادماج وعن طريق التآزر والانتظام.
معرفة خصائص الإدراك بالذات هو صورة العين للعالم الخارجي، هذه الظاهرة هي مصدر ظهور المدارس والمراكز التكوينية، فالفطرة السليمة ذهبت إلى التأكيد بأن الأشياء موجودة في العالم الخارجي ورؤيتنا لهذه الأشياء تتم بطريقة سليمة عند ادراكنا لها، وكأنه منبه خارجي.
الاحساس البشري يخضع لقوانين الطبيعة وادراكنا للأشياء الخارجية ظاهرة طبيعية خالصة وحقيقة انطلقت من خلال ذلك المنبه الخارجي.
إن تكرار التوافق الجزئي والاتساق الجزئي هو أصل الإدراك ومنبع نجاح التكوين الحر والمنظبط، فالانطباع أو الأثر الذي يتركه الوسط الخارجي بحكم الارتباط بالتكرار الحادث في العالم الخارجي، وادراك التوافقات هو أبسط شيء حيث يأتي في المرتبة الأولى في نجاح التكوين.
لندرك في الأخير أن التكوين والإدراك هو الخلطة السحرية في استيعاب الذات ومعرفة مكانتها، واستخلاص إيجابياتها ووضعها على أرض الواقع، الخلطة التي تجعل الحقل الادراكي ظاهرة لابد من الإهتمام بها لما لها من دور أساسي أصيل، فالتنظيم والتكوين والإنظباط مظهر من مظاهر الفاعلية ويلعب دورا تلقائيا.
[أرسل بواسطة rida]